كن مبادرا

كن مبادرا

Cover Image
Date
April 27, 2024
Snippet

عادة المبادرة وقوة التأثير

Top Post

ما أن تبدأ بالقراءة عن العادات وقوة تغيير العادات، حتى تأتيك الكثير من التساؤلات عن العادات التي يجب أن اكتسبها واستبدل بها عاداتي السابقة.

كتاب "العادات السبع الأكثر تأثيراً" لستيفن آر كوفي يعطيك سبع عادات تؤثر بشكل جذري على حياتك الشخصية، ابتداءً من الداخلية المتعلقة بالمبادئ والقيم وانتهاءً بحياتك الخارجية وما يراه الآخرون فيك.

في هذه التدوينة، سأبدأ بتلخيص هذه العادات السبع ووضعها في سياق المهني والعملي لكي يستفيد منها أي شخص وتعم الفائدة على الجميع.

بالبداية، علينا التعرف على العادات وماهيتها. هنا، علينا أن نشرح: العادة هي ٣ عناصر؛ لتكون لديك عادة يجب عليك أن تمتلك:

  • معرفة (Knowledge): المعرفة المتعلقة بماهية العادة وما أريد تحقيقه من خلالها؟
  • مهارات (Skills): إتقان العادة باكتساب مهارة تمكنني من ممارسة العادة.
  • المحفز (Desire): الرغبة التي تدفع الشخص لممارسة هذه العادة.

كمثال يسهل عليك فهم هذه المكونات الأساسية لأي عادة، ممكن أن نأخذ عادة ممارسة نشاط بناء الأجسام. بناء الأجسام كعادة تحتاج منك أن تكتسب معرفة عن المتطلبات اللازمة لممارسة هذا النشاط، كالتسجيل في نادٍ رياضي، شراء المستلزمات والمكملات الغذائية، والاستعانة بمدرب.. الخ. ويجب عليك أن تكتسب المهارة التي تجعلك تقوم بالممارسة، ابتداءً من فهم كيفية رفع نوع معين من الأوزان لتمرين عضلة معينة. وأخيرًا، المحفز اليومي الذي ستكتسبه على سبيل المثال: الحصول على جسم صحي ورياضي أو القوة البدنية والنشاط اليومي. بعد شرح ماهية العادات، سأتناول أول عادة إيجابية يمكن اكتسابها، ألا وهي المبادرة. نسمع أن روح المبادرة تميز الشخص عن غيره، وأن المبادرة هي ما تصنع التغيير. إذا حاولت أن تقسم أفعالك وتصرفاتك اليومية، ستجدها إما أفعالًا ناتجة كردة فعل للمحيط الذي حولك، أو أفعالًا تقوم بها نتيجة مبادرة من نفسك نتيجة استشعارك للمسؤولية. في كتاب "العادات السبع"، عُرف أن أفعالنا صادرة من منطقتين: الأولى منطقة الاهتمام، وتصدر منها كل الأفعال التي ليس لك أي علاقة بها، إنما هي ناتجة عن مؤثر خارجي، مثل القرارات التي تُتخذ من الإدارة العليا للشركة، الأداء الغير جيد لبعض الأفراد في المشروع. والدائرة الأخرى هي دائرة التأثير، مثل جهدك الخاص الذي تبذله في المشروع، والخطط التي تضعها لتجاوز العقبات التي قد تواجهها. السؤال الذي يأتي هنا: ما الذي يجب عليّ أن أركز عليه، ولماذا؟ الجواب هنا هو دائرة التأثير الخاصة بك؛ كل ما هو متعلق بها، وأخذ قرارات خاصة بك ضمن نطاق تأثيرك مما سيجعل دائرة التأثير تكبر ودائرة الاهتمام تقل وتتقلص. خذ على سبيل المثال: لو كنت تعمل على مشروع مهم وكانت الكثير من القرارات قد تم اتخاذها، مثل وقت الانتهاء والموارد الخاصة بالمشروع، وبدأت كمدير لهذا المشروع بالتذمر من هذه القرارات ورؤية أن هذا المشروع سيفشل بسببها، وكنت شخصًا معتمدًا عليه كعنصر مهم فيه، ستكون مشاركتك سطحية وبالغالب سيفشل المشروع. ولكن، إذا بدأت بوضع خطط تعكس المخاطر وتعالجها بحلول إيجابية، قد تجعل صانعي القرار يدعموك، مما يزيد من فرص نجاح المشروع.

هذا مثال واقعي قد تواجهه كثيرًا في عملك، وملخصه هو: ركز على دائرة التأثير وليس دائرة الاهتمام، وستلاحظ أنه مع تبني هذه العادة ستتقلص المؤثرات الخارجية التي تحد من قدرتك على التأثير، وستتحول من شخص تتجاوب معظم يومه مع ردود أفعال الآخرين إلى شخص يتخذ مبادراته ويصنع التغيير في محيطه. كانت هذه أول عادة من كتاب "العادات السبع الأكثر تأثيراً"، وسأكمل، إن شاء الله، بقية العادات في تدوينات أخرى.